يا حبــــــــــــيبي يا رســـــــول الله
ماذا أكتب وأنا أكتب عنك ، ويكفيني ذلك فخراً وشرفاً ..
ماذا أكتب ؟ أأكتب عنك وعن صفاتك ، أم عن سيرتك وأخبارك ، أم عن رحمتك وعطفك ، أم عن صبرك وتحملك ،
أم عن شوقي إليك ، أم أعتذر لك ، أم أبرر لك إعراضي عن سنتك ، لم تسعفني كلماتي فماذا أكتب ؟
يا حبيبي يا رسول الله ، قلوبنا قد امتلأت حباً لك ، وقد ذابت شوقاً إليك ،
وإننا لنود أن نفديك بأموالنا وأرواحنا ومهجنا وبالناس أجمعين ،
وكيف لا نشتاق وقد اشتقت إلينا ، كيف لا نشتاق وقد قلت : (( اشتقت لإخواني )) ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : (( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني )) ،
فصلوات الله عليك يا رسول الله ، وكيف لا نحن وقد حن إليك جذعٌ جمادٌ لا يعقل ، أفلا تحن قلوب قد أشربت بحبك وهامت شوقاً إليك ؟؟
يا حبيبي ، أي قلب لمن لا يحبك ولا يشتاق إليك ولا يحن إلى رؤيتك وصحبتك ؟ ولا يتحسر على فوات شرف الصحبة والرفقة
وأي قلب لمن لا يتأثر وينفطر قلبه عند سماع سيرتك ، ثم أي حب يزعمه المحب وهو معرض عن سنتك ، غير مقتدي بأثرك ،
ولا يحب سماع سيرتك ، وقد يبخل حتى بالصلاة عليك ، فبأس ذلك الرجل ، ويا ويلاً له !
يا حبــــــ☆ــــــيبي يا رســـ☆ــــول الله
حبك ليس يوماً نحتفل فيه بمولدك ، نطبل ونزمر ثم نعود ، بل هو واقع نعيشه ، وسبيل نسير فيه ، ونور نهتدي به ..
عذراً يا رسول الله ، عذراً منك على ما آل إليه حالنا ، وعلى ما يصيبنا من تقصير وضعف وهوان ، هل ستعذرنا وأنت الرحيم بأمتك
وأنت أرحم بالواحد منا من أمه ، نعم قصرنا في تطبيق سنتك ، وفي اتباع سيرتك ، وفي الاقتداء بنهجك ، عصيناك في ما أمرت
وفعلنا ما نهيت ، اتبعنا اليهود والنصارى حتى دخلنا وراءهم جحر الضب ، ادعينا حبك واتبعنا غيرك ، قصرنا في الدفاع عنك
وقد شتمك البقر وقصرنا في الذب عن عرضك ، ولكن لتعذرنا يا رسول الله ، فإننا نعتذر ونتوب من كل إعراض وتقصير ..
ابشر يا رسول الله ، فبرغم ما نعيش به من ضعف ، ما يزال فينا الخير ، تصديقاً لقولك : (( الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة ))
، فعددنا يقارب المليارين ، والمئات يدخلون في الإسلام كل يوم ، وقد عاد كثير من المسلمين إلى دينهم ، وقد عادوا إلى سنتك ونهجك
ويتمنون لو بذلوا للدفاع عنك المهج والأرواح ، ويود أحدهم لو رآك بأهله وماله وولده ..
يا حبــــــ☆ــــــيبي يا رســـ☆ــــول الله
قد فاتنا شرف صحبتك ورؤيتك في الدنيا ، فهل سنراك في الآخرة ونصاحبك ، أم سنحرم من ذلك وتقصر بنا آمالنا وأعمالنا ؟؟
يا رسول الله قد ذبنا شوقاً إليك اليوم ، فهل سنشرف بك غداً ، هل سنشرب من يديك شربة لا نظمأ بعدها أبدا ً ؟
هل سنحدثك ونساررك ؟ هل سنمازحك ونضاحكك ، هل سنشرف بجلسة معك ؟ أو حتى نظرة إليك ؟
ذلك أملنا وظننا بالله ، ونعدك أن نعد لذلك اليوم ، يا حبيبنا يا رسول الله ..
بأبي وأمي أنت يا خير الورى وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا..