بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .انطلاقاً مِن أنّ الحقيقة المُرّة أفضل ألف مَرّة من الوهم المريح ، وانطلاقاً من قول سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إذ قال :
(( كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ))
[ البخاري ]
مِنَ الأخلاق المذمومة : الابتداعُ :
الخلق المذموم هو الابتداع ، أن تأتي في الدين بشيء ليس له أصل ، وهذا أخطر شيء يهدد الدين .
1 – الأصل القرآني المحرِّم للابتداع :
الأصل في الابتداع الآية الكريمة :
﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾
الآن :
﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾
[ سورة الحديد : 27]
2 – الدين كامل لا يحتمل الزيادة ولا النقص :
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾
[ سورة المائدة : 3]
الإتمام عددي ، والإكمال نوعي ، أي أن القضايا التي عالجها الدين تامة عدداً ، كاملة نوعاً ، فأية إضافة على الدين تعني ضمناً اتهامه بالنقص ، وأي حذف من الدين يعني ضمناً اتهامه بالزيادة ، فالدين توقيفي من عند الله ، مِن عند المطلق في كماله ، المطلق في علمه ، لا يجوز أن نحذف منه ، ولا أن نزيد عليه .
3 – هذه نتائج الزيادة والحذف في الدين :
لمّا حذفنا منه أصبحنا في مؤخرة الأمم ، كما ترون ، حذفنا منه بعض الفرائض التي تقوّينا ، وتجعل لنا هيبة في العالم ، ولما أضفنا عليه ما ليس منه تقاتلنا ، حولنا حروب أهلية ، بين المتقاتلين قواسم مشتركة تسعون بالمئة ، وهم يتقاتلون ، إذاً : إذا أضفنا على الدين ما ليس كان بأسنا بيننا ضعفنا وإذا حذفنا من الدين ما علم منه بالضرورة أصبحنا في مؤخرة الأمم .
ن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إنّ اللهَ حَجَبَ التوبةَ عن صاحبِ كلِّ بدعةٍ ))
[ الطبراني بإسناد حسن ]
5 – العاصي يتوب وصاحب البدعة لا يتوب :
لماذا لا يتوب المبتدع ، ويتوب العاصي ؟ المعصية واضحة ليس عليها خلاف ، أمّا المبتدع فيتوهم أنه وحده على حق ، لذلك لا يتوب ، لذلك أهون ألف مَرة من أن تقع ـ لا سمح الله ـ في معصية من أن تعتقد اعتقاداً مبتدعاً لا أصل له في الدين .
إذاً : النبي صلى الله عليه وسلم يبين أن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة ، .
شيء آخر ، يقول عليه الصلاة والسلام في بعض خطبه :
(( ... إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ...))
[ مسلم والنسائي ، واللفظ له عن جابر]
6 – الابتداع المحرَّم ما كان في الدين ، والأصلُ في الأشياء الدنيوية الإباحةُ :
لكن دققوا : البدعة في الدين ، هذا الكلام ، وهذا الوعيد متجه إلى البدعة في الدين ، قلت لكم : الأصل في العقائد والعبادات الحظر ، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي الثبوت والقطعي الدلالة ، أما الأشياء الأصل فيها الإباحة ، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي الثبوت والقطعي الدلالة .
نحن عندنا أشياء ، وعندنا عبادات ، العبادات الأصل هو الحظر والأشياء الأصل فيها الإباحة ، بالحظر نحتاج إلى دليل لإحداث عبادة جديدة دليل قطعي الثبوت وقطعي الدلالة وبتحريم شيء من أشياء نحتاج إلى دليل قطعي الثبوت وقطعي الدلالة .
(( ... إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ...))
[ مسلم والنسائي ، واللفظ له عن جابر]
هذا حديث صحيح .
المقصود بالبدعة في الدين ، أما أحدثنا تكبير صوت فهذه بدعة في الدنيا ، ولا شيء عليها ، أحدثنا تدفئة مركزية ، أحدثنا ماء بارداً في الصيف ، وماء ساخنًا في الشتاء للوضوء ، كل تحسينات الحياة هذه بدع ، لكن لا علاقة لها بالتشريع ، بالعكس نحن مطالبون أن نحسن من شروط حياتنا ، مطالبون أن نحل مشكلات شبابنا ، أي إحداث لشيء جديد لحل مشكلة المسلمين فهذا شيء مقبول وجيّد ، أما إذا قلنا : بدعة فالمقصود بها البدعة في الدين .
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ :
(( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ))
[ الترمذي ، أبو داود]
وفي رواية لحديث آخر :
(( ... وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ...))
[ مسلم والنسائي ، واللفظ له عن جابر]
7 – وجوب الرجوعِ إلى ينابيع الكتاب والسُّنة :
أن هذا الدين يجب أن يستمر كما بدأ ، أما لو أنه كنهر له ينبوع صافٍ ، والماء في الينبوع عذب زلال ، وسار هذا النهر ، وجاءته روافد من مياه آسنة تراه في المصب أسود اللون ، لذلك الآن نحن بحاجة إلى أن نرجع إلى الينابيع ، الينابيع الكتاب و السنة .
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي ))
[ الترمذي]
براءة الرسول عليه الصلاة والسلام من المبتدعة وذمُّه لهم في الدنيا والآخرة :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَأَقُولُ :
(( أَصْحَابِي ، أَصْحَابِي ، فَقِيلَ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، قَالَ : فَأَقُولُ : بُعْدًا ، بُعْدًا ، أَوْ قَالَ : سُحْقًا ، سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي ))
[أحمد]
رقصٌ في المساجد وحضرات ، وموالد واختلاط ، ونشاطات وتوسلات ، وسلوك شركي ، إدعاء السحر والشعوذة ، كلها ضمن إطار إسلامي ، لفّته خضراء ، يقول لك : يفك السحر ، وقد يكون منحرفاً فاسقاً ، كل شيء خلاف ما فعله النبي فهو مرفوض ، فلذلك :
(( أَصْحَابِي ، أَصْحَابِي ، فَقِيلَ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، قَالَ : فَأَقُولُ : بُعْدًا ، بُعْدًا ، أَوْ قَالَ : سُحْقًا ، سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي ))
المشكلة أنّ أي اختصاص له مرجعية ، لا نستطيع أن نشق طريقاً إلا بمهندس تربة يفحص التربة ، لا نستطيع أن نقوم ببناء إلا بمهندس معماري ، مهندس مدني ، أيّ نشاط من نشاطاتنا عندنا مرجعيات ، إلا في الدين فكل إنسان هو الوحيد العالِم فيه !!! يقول لك : هذه غير صحيحة ، هذه صعب تطبيقها ، تغيّر الوضع ، من أنت ؟
يقولون هذا عندنا غير صالح فمن أنتم حتى يكون لكم عند
***
أنت من ؟
(( بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعْ الْعَوَامَّ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ))
[ أخرجه الإمام الترمذي و أبو داود ]
نسأل الله أن ننجو ، نحن في أيام الصبر ، نحن في أيام أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ، نحن في أيام يؤمر بالمنكر وينهى عن المعروف ، نحن في أيام لا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن المنكر .
نْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ :
(( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ ، فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟! أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ))
[ البخاري ]
هناك منهج ، هذا المنهج وسطي ، منهج يلبي حاجات الجسد وحاجات الروح ، يلبي حاجات الدنيا والآخرة ، يلبي المثل العليا والوقائع
الصارخة ، منهج الإسلام وسطي ، وهو دين الفطرة .
لا تدخل على امرأة ولو قلت : أعلِّمها كتاب الله " .
النظرة سهم من سهام ابليس
لأن بين المرأة والرجل وضعًا خاصًّا ، فقد تنظر إلى وردة ، وقد تنظر إلى حقل أخضر ، إلى بحر أزرق ، إلى سماء صافية ، إلى غابة جميلة ، إلى نهر رقراق ، كله جميل ، لكن هذا الجمال لا علاقة له بكيمياء دمك ، لكنك إذا نظرت إلى امرأة ، وملأت عينيك من محاسنها يحدث في دمك تغير كيماوي ، تثار ، وهذه الإثارة تستدعي أعمال ، فلذلك يستطيع الإنسان أن يكون عفيفاً إذا ابتعد عن أسباب المعصية ، من هنا يقول الله عز وجل :
﴿ وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا ﴾
( سورة الإسراء : 32)
إنه شهوة لها قوة جذب ، فيها وهج ، فإذا اقتربت من أسبابها جذبتك إليها ، لذلك إطلاق البصر من أسباب الزنا ، قال تعالى :
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾
( سورة النور : 30)
استنبط العلماء أن حفظ الفرج سببه غض البصر .
سئل الحسن البصري عن الصلاة خلف صاحب البدعة فقال :
" صلِ خلفه وعليه بدعته " .
حتى لا ندخل في متاهات ، يا أخي ، أنت مبتدع ، دخلك حرام ، حلال ، ما وضعك ؟ قل لي قبل أن أصلي وراءك ، هذا ليس معقول ، شيء غير مألوف إطلاقاً ، هناك شيء يؤكد وحدة المسلمين ، صلِ وراء كل إمام ، ولا تعنيك علاقته بربه ، يعنيك أنك صليت وراءك ، ولك صلاتك ، وله صلاته .
" اتبع طريق الهدى ، ولا يضرك قلة السالكين ، اتبع طريق الهدى ، ولا يضرك قلة السالكين ، وإياك وطرق الضلالة ، ولا تغتر بكثرة الهالكين " .
الآن الأكثرية في بُعدٍ عن الله ، قال تعالى:
﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
( سورة الأنعام : 116)
كن مع الأقلية المؤمنة المستقيمة ، ولا تكن مع الأكثرية الشاردة
نتائج ومساوئ البدعة :
ـ إحباط الأعمال ، وإن كانت كثيرة ، فالمبتدع عمله محبط .
ـ ومِن لوازم دعوى عدم كمال الدين لما تضيف أو تحذف ، معنى ذلك أنّ الدين غير كامل ، وغير تام .
ـ صاحبه من أعوان الشيطان ، ومن أعداء الرحمن .
ـ أبغض إلى الله عز وجل الابتداع من كثير من المعاصي .
ـ وصاحب البدعة لا يرجى له توبة بخلاف أهل المعاصي .
ـ وكل البدع ضلالة ، ليس فيها شيء حسن .
ـ أنواعها في العقيدة والعبادة وشرها بدع العقيدة ، وهناك بدع تَركية وبدع فعلية ، فأحيانا تفعل شيئا يعد بدعة ، وأحيانا تترك سنة فترْكُها بدعة .
ـ والبدعة إثمها متجدد لا ينقطع مادام يعمل بها في الأرض .
ـ ومن أقرب مداخل الشيطان للإنسان البدع .
ـ وتؤدي إلى خلط الحق بالباطل ، وعندئذ يحتار الأغرار في التمييز بينهما .
ـ وتؤدي إلى نفور من ليس له قَدم لفهم الإسلام لكثرة ما يظن من التكاليف .
أحيانا هناك تكاليف فوق طاقة الإنسان ، وثمة إنسان ينفر من هذه التكاليف ، لأنه رآها فوق طاقته ، وهي كلها بدع .
والابتداع في الدين مؤداه إلى ضياع معالم الدين .
ـ والابتداع في الدين مؤداه إلى سوء الظن في الدين .
ـ والابتداع في الدين مؤداه إلى ابتعاد الناس عن هذا المنهج القويم ، لذلك :
(( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ))
[ أبو داود عن العرباض بن سارية ]
والاتباعُ هو أصلٌ في الدين ، قال تعالى :
﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾
( سورة الأنعام : 50)
سيد الخلق ، وحبيب الحق يتبع ما يوحى إليه ، فما بالنا نحن أن نخفف هذا الاتباع .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينقلب هذا الدرس إلى حقائق نعيشها ، وإلى سلوك نسلكه ، لا أن يبقى كلاماً في كلام .
والحمد لله رب العالمين
منقول